يصيب 2% عالميًا.. “طب عين شمس” تطلق برنامجًا تدريبيًا لتشخيص وعلاج ضعف عضلة القلب
أطلقت كلية طب جامعة عين شمس، برنامجًا جديدًا، بمشاركة إحدى شركات الأدوية العالمية، لتدريب الأطباء على تشخيص وعلاج ومتابعة ضعف عضلة القلب، بحضور الدكتور طارق يوسف، نائب مدير مستشفيات الجامعة، والدكتورة سامية عبده، نائب مدير مستشفيات الجامعة ومدير مكافحة العدوى.
وشدد الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، على أهمية البرامج العلمية والتدريبية المتخصصة في علاج أمراض قصور عضلة القلب، نظرًا لتعدد المصابين بها عالميًا، مشيرًا إلى أنها تتيح مناقشة العديد من الأبحاث والدراسات العلمية المتعلقة بأحدث التطورات العلاجية على الساحة العالمية، بما في ذلك طرق التشخيص والعلاجات المختلفة، كجزء من دور الجامعة في الارتقاء بمستوى التعليم الطبي المستمر.
وقال رئيس جامعة عين شمس إن هذا اللقاء العلمي يعد دعمًا لكل المشاركين، لرفع مستوى التدريب الخبرة، ليس لأطباء كلية الطب فقط، ولكن أيضًا لأقرانهم من الأطباء العاملين في المستشفيات الأخرى، بما يدعم عملية التعليم الطبي المستمر في المجالات الطبية المختلفة عامة، وأمراض القلب بصفة خاصة.
وأعرب المتيني عن سعادته من إقامة هذا اللقاء العلمي داخل أسوار جامعة عين شمس في ثوبها الجديد من قاعات محاضرات متطورة وتضاهي المواصفات العالمية، وقاعات المؤتمرات العلمية الجديدة.
وفي سياقٍ متصل، أوضح الدكتور أيمن صالح، نائب رئيس جامعة عين شمس للدراسات العليا والبحوث، أن برنامج ضعف عضلة القلب هو جزء من منظومة تقوم بها الجامعة، لتدريب أطباء أمراض القلب، سواء للكبار أو الأطفال أو الباطنيين، بالإضافة إلى الأطباء العاملين في مستشفيات الجيش والشرطة.
وأضاف صالح أن البرنامج يستهدف أيضًا التدريب والارتقاء بالمهن الطبية الأخرى، مثل التمريض والصيدلة، خاصةً أنهما جزء أصيل من المنظومة الصحية.
وفيما يتعلق بتخصصه كطبيب قلب، أوضح نائب رئيس الجامعة أن سبب انتشار ضعف عضلة القلب في مصر والعالم، يرجع إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:- ارتفاع ضغط الدم: يصيب أكثر من ربع الشعب المصري فوق عمر 18 عامًا، ويتلقى 8% منهم فقط العلاج.- السكري.- زيادة متوسط العمر: يوجد علاقة بين تقدم السن والإصابة بأمراض هبوط القلب
وأكد أن هبوط القلب لا يعنى بالضرورة ضعف عضلته، ولكن هناك أنواع أخرى منه، مثل هبوط القلب الانبساطي، أي أن القلب ليس ضعيف ولكنه فقد مرونته.
وعلى الجانب الآخر، أشار الدكتور أشرف عمر، عميد كلية طب جامعة عين شمس، إلى أن برنامج ضعف عضلة القلب يواكب أحدث الطرق التشخيصية والعلاجية، مؤكدًا أن المتغيرات سريعة جدًا في الطب ويجب متابعتها وملاحقتها.
وأكد عمر أن جائحة فيروس كورونا من أفضل إيجابياتها كانت إتاحة الفرصة لإجراء لقاءات متكررة عبر الإنترنت، لتحديث المعلومات ومناقشتها مع الخبراء في الدول المختلفة، بما يساعد على متابعة الآراء والوصول إلى أنسب طرق العلاج المختلفة.وذكر أن قسم القلب بطب عين شمس قسم رائد، لأنه أول من قدًم خدمة قسطرة القلب، كما أنه يقدم خدماته المتطورة والمتقدمة على مدار 24 ساعة، بحضور الأساتذة الكبار العاملين في المستشفيات الخاصة، حيث يتم استقبال مليون ونصف مريض سنويًا.
واتفق معه الدكتور نبيل فرج، أستاذ ورئيس قسم القلب كلية طب جامعة عين شمس، لافتًا إلى أن قسم القلب يعد الأكبر محليًا وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط، بالقياس على إمكاناته البشرية ذات الكفاءات المهنية المتقدمة بجميع التخصصات الدقيقة لأمراض القلب، كما يضم أجهزة متطورة بشكل كبير، تساعد على تقديم خدمات علاجية مجانية للمرضى على نفقة الدولة ذات جودة لا تختلف عن القطاع الخاص.
وقال فرج إن قسم القلب حاليًا يقدم برنامجًا علميًا تدريبًا إكلينيكيًا على الجديد في تشخيص وعلاج أمراض ضعف عضلة القلب، مشيرًا إلى أنه يستهدف أطباء القلب على مستوى الجمهورية، لنقل الخبرات العملية من داخل جامعة عين شمس لعدد من المستشفيات التي تقدم الخدمة الصحية لمريض القلب المصري لمدة يومين داخل مركز التدريب بمستشفى الدمرداش.
وأضاف أن مرض ضعف عضلة القلب أصبح يحصل على اهتمام عالمي كبير، عقب ملاحظة جماعية تتعلق بتزايد الإنفاق على المرض حيث يمثل عدد المصابين به نسبة 2% من عدد السكان على مستوى العالم، ما يشكل عبئًا ماديًا كبيرًا على ميزانية الدولة الموجهة لجميع الأمراض.
وأكد أن 50% من مرضى ضعف عضلة القلب يتوفون في السنوات الخمس الأولى من تشخيص المرض، موضحًا أن 75% من المصابين يعانون من نوعية حياة متدنية، نظرًا لعدم قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية العادية.
وأفاد بأن 60% من هؤلاء المرضى يصابون بالاكتئاب، بسبب نوعية الحياة الصعبة، وهذا ما دفع العالم للاهتمام بهم وتقديم الوسائل المختلفة من أدوية متقدمة وأجهزة لعلاج هذا المرض، لمساعدة المريض على العودة لحياته الطبيعية وتقليل فرص تعرضه للوفاة.
وأوضح أن البرنامج التدريبي سيناقش أسس ضعف عضلة القلب وتشخيص وعلاج المرض، كما يتم عرض الخطوط الإرشادية الحديثة التي تم اعتمادها في المؤتمر الأوروبي منذ أسبوع حول ضعف عضلة القلب، مضيفًا أن هناك أبحاث كثيرة خاصة بالموضوع وسيتم مناقشتها كل ما تم في هذا البرنامج وعدد كبير من الأطباء في مصر قاموا بحضوره من خلال الإنترنت.
وأشار إلى أن قصور عضلة القلب يؤثر على الشباب في المنطقة مقارنة بالدول الغربية، كما أنه يشكل قلقًا متزايدًا في مصر، حيث بلغت نسبة المصابين به طبقا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية عام 2018 29.38%، وبالتالي يستدعي خطر وانتشار هذا المرض انتباه الخبراء في هذا المجال، لمشاركة الأفكار والخبرة السريرية حول أحدث التطورات وخيارات العلاج المتاحة.
وفي نفس السياق، قال أحمد عودة، المدير الطبي والتنظيمي لإحدى شركات الأدوية العالمية المشاركة في البرنامج، إن سجل الشركة القوي في مجال ابتكار الحلول لتلبية احتياجات المرضى، يجعلها ملتزمة بالعمل كشركاء علميين، ومشاركة خبرتها في إدارة مرض قصور عضلة القلب مع مجتمع الرعاية الصحية.
وأضاف عودة: “كما أننا نشارك هدف جامعة عين شمس المتمثل في ضمان نتائج أفضل للمرضى ومعالجة هذه المشكلة الصحية الهامة”، لافتًا إلى أن التعليم الطبي المستمر يتيح للمهنيين اكتساب رؤى حول الأبحاث الجديدة والأدلة العلمية وحلول الرعاية الصحية المتاحة، لمعالجة عبء مرض قصور عضلة القلب، والذي يؤثر بشكل متزايد على الشباب أيضًا. كما أننا ملتزمون بمهمتنا المتمثلة في خلق قيمة من خلال الابتكار والاستثمار في البحث والتطوير والحملات التعليمية.
وكالات